• ٥ أيار/مايو ٢٠٢٤ | ٢٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

العنف المدرسي.. إلى أين؟

د. غنيمة حبيب كرم

العنف المدرسي.. إلى أين؟

يتصدر العنف المدرسي أو العنف لدى الأطفال بشكل عام المشهد في المجتمع الكويتي في هذه الأيام، حيث تناول عدد من الكتاب والإعلاميين مشكلة انتشار العنف في المدارس، وحاول الكثير منهم البحث عن حلول ناجحة للحد من تلك المشكلة, وفي مقالتي السابقة تناولت الحديث عن جهود بحثية كبيرة تبذل من مختلف الجهات ودراسات، بل ومؤتمرات تنظم يحاول أصحابها وضع برامج مؤثرة في السلوك لدى الأطفال.

ولا شك أن من يطلع على تلك الجهود يجد الكثير من الأمور التي تلامس أبعاد المشكلة الحقيقية، ويدرك بأن الكثير من المشكلات تحظى بالاهتمام على المستوى النظري، فنحن بحمد الله نمتلك نخبة من الباحثين القادرين على التوصل إلى الحلول العلمية الناجعة، لكننا نفتقر إلى القدرة الحقيقية على ترجمة مخرحات تلك البحوث والدراسات وتطبيقها على الواقع الكويتي، مع العلم بأن قيمة البحث العلمي تكمن في القدرة على تطبيق ما تتوصل إليه البحوث والدراسات من توصيات ومقترحات وليس في جانبها النظري الذي لا يقل أهمية.

لطالما طالبت بإنشاء هيئة خاصة تشرف على تنسيق الجهود التي تبذل لمواجهة الكثير من المشكلات السلوكية التي تحدق بالمجتمع وتهدد تماسكه، وبالنظر إلى الجهود البحثية التي تم الحديث عنها أعود لطرح الفكرة مجددا, فنحن هنا نجد أنفسنا كمن ينفخ في الهواء، نبذل الجهود المكلفة معنويا وماديا ثم نبذر ثمارها في الرياح.

لقد باتت كل مشكلة في مجتمعنا تتشبع في الدراسات والبحوث والندوات والحلقات النقاشية  والمقالات والتحقيقات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية فنسمع الكثير من الجعجعة دون أن نرى طحنا، فلماذا لا نكمل الجهود بإنشاء هيئة خاصة تتولى الإشراف على تنفيذ توصيات ومقترحات تلك الجهود المتنوعة، وتعمل على تطبيقها بالشكل السليم؟

لماذا لا تقوم الجهات المعنية بالمشكلة بالتعاون والتنسيق فيما بينها للتأكد من تنفيذ توصيات البحوث والدراسات، لما لا تشكل هيئة من وزارة الداخلية ووزارة الشئون ووزارة الإعلام ووزارة العدل ممثلة بمحكمة الأسرة على غرار ديوان المحاسبة لتكون هي الجهة المختصة بمحاسبة الجهة التي لا تمتثل لتنفيذ التوصيات الموكلة إليها؟

أدرك بأنها فكرة صعبة التنفيذ لكنها ممكنة وما يقدم من جهود كبيرة، وما يصرف من مبالغ  مادية طائلة على إجراء تلك البحوث والدراسات يستحق المحاولة، فلا يمكننا أن نبقى على هذه الحال، نقدم الأموال ونبذل الجهود المضنية دون جدوى.

ارسال التعليق

Top